رواية زفافي على مريض إيدز الجزء الثالث - للكاتبة حنان حسن - ستجد الرواية كاملة على المدونة - قراءة ممتعة
اتصل حازم في الساعات الاولي من الصباح
قلت ..الوو.. ايوه يا حازم
قال ..اسمعي الي هقولة ليكي ده ونفذي كلامي بكل دقة
قلت.. حاضر ..بس انت عايزني اعمل ايه؟
قال.. انا عرفت من نوران اختي انك ليكي عم وقرايب من ناحية ابوكي الله يرحمة عايشين في امبابة .. صح
قلت.. ايوه فعلا ده حقيقي
قال.. تمام جدا .. انتي هتجيبتي شنطة وتحطي فيها ملابسك من غير ما حد يحس بيكي ..وتيجي معايا دلوقتي نروح لعمك .. وهو هيبقي ولي امرك وهطلب ايدك منه ..
قلت في تردد ..لكن يا حازم ازاي هسيب خالتي وههرب من هنا؟وبعدين انت عارف لو مروان اكتشف اني عايزة اهرب ممكن يعمل فيا ايه؟
قال ..انا الي اعرفة انك لو مخرجتيش من عندك النهاردة .. هتتجوزي شخص غصب عنك ومحدش هيقدر يمنعه ساعتها من اذيتك
قلت.. طيب مفروض اعمل ايه دلوقتي؟
قال.. مروان وخالتك لسه نايمين طبعا لاننا لسه بدري صح؟
قلت .. ايوه لسه نايمين
قال... خلاص بسرعة قبل ما يصحوا هاتي شنطتك بالراحة من غير ما يشعروا بيكي وانزلي وانا مستنيكي علي ناصية الشارع بالعربية
قلت في تردد ممزوج بالقلق والخوف ..لكن ..لووو.. ؟
قاطعني حازم باسلوبة المقنع الحاسم ..
قال.. اخلصي مفيش وقت للتردد .. انتي مش بتعملي حاجة غلط..
قلت.. حاضر حالا هجيب شنطتي وعشر دقايق وهكون جاهزة وانزل.. بس يارب محدش منهم يصحي دلوقتي
اغلقت الموبيل.. واخذت اخطوا علي اناملي لاتفقد ..الشقة بالخارج ..واتاكد بان مروان وامة مايزالان نائمين.. وبعدما تاكدت .. دخلت الي غرفتي سريعا..واحضرت حقيبة الملابس ووضعت بها ملابسي وكل احتياجاتي الشخصية الخاصة بي واخذت موبيل نوران .. وروحت اخرج بهدوء...... ومررت علي غرفة خالتي ورائيتها من خلال الجزء المفتوح من الباب.. وهي تغط في نوم عميق .. اما الغرفة الثانية وهي غرفة مروان فقد كانت مفتوحة علي مصرعيها ولكنني لم اجد مروان نائما علي سريرة مما جعل الرعب يتسرب الي قلبي.. وجزمت بانني هالكة لا محالة.. ولكن ما جعلني اهدء قليلا .. هو عندما رايت نور الحمام مضاء وبابه مغلق وذلك يعني بان مروان بداخل الحمام وعندي فرصة ذهبية ان اسرع بالخروج في هدوء قبل ان يخرج ويراني بحقيبة ملابسي ..وبالفعل اخذت اخطوا بهدوء علي اطراف اصابعي حتي تجاوزت الحمام والغرف ووصلت لباب الشقة.. وانا ادعوا الله ان لا يكون مروان قد اغلق الباب بمفتاح لاستطيع ان اخرج من المنزل ..وبعدت ان وصلت لباب الشقة ووضعت يدي علي مقبض الباب لمحت ظل شخص ما يتحرك بالداخل او هكذا توهمت... ولكن ذلك لم يسنيني عن المضي قدما ولم اتراجع عن فكرة الهروب .. وضغطت علي مقبض الباب وفتحتة ..وقلبي يكاد يقف من التوتر والرعب من ان يراني مروان في تلك اللحظة.. وبالفعل خرجت من الباب اخيرا دون ان احدث اي صوت واغلقتة خلفي بنفس الهدوء دون ان الفت انتباه احد لي ..وروحت انزل علي سلالم البيت وانا اشعر بان قدمي انفصلت عن سائر جسدي واخذت تجري لوحدها دون امر مني من شدة الخوف والتوتر.. حتي وصلت الي الناصية التي اشار اليها حازم .. وكنت اشعر بان مروان سياتي في اي لحظة ويمسك بي بل وكنت اشك بانني لو نظرت خلفي ساراه يتبعني وما هي سوي لحظات وسيضع يده علي كتفي ويبدء بالتنكيل والعذاب بي وفي تلك اللحظة وجدت حازم يرن علي الهاتف الذي معي .. وبعد ان رديت عليه
وانا في قمة توتري.. سمعت صوتة الهادئ الذي يوحي بالثقة والامان يقول.. تعالي يا رهف انا في العربية وجاي من وراكي اهوه .. ثم توقف وفتح باب السيارة وهو يقول .. اركبي يا رهف.. ثم دخلت مسرعة الي السيارة وانا غير مصدقة انني اجتزت تلك المسافة ومازلت علي قيد الحياة.. وكنت حتي بعد ما ركبت السيارة اشك بان مروان سيستقل سيارة اخري ويتتبعني اينما ذهبت.. جلست بجانب حازم وانا جسدي يرتعش وارتعد خوفا وهلع مما جعلني في قمة توتري.. وفجاءة..وضع حازم يده علي يدي ليوقف تلك الرعشة التي انتابتني ثم قال في هدوء..
قال.. خلاص اهدي احنا مشينا من المكان واجتزنا الخطر..
فا نظرت بدوري للخلف لاتاكد انه لا يوجد من يتتبعنا .. فنظر الي حازم في ثقة ثم
قال.. متبصيش لوراء يا رهف خلاص .. انتي معايا دلوقتي.. وطالما انتي معايا ..اطمني ..عهد عليا اني عمري ما هسمح باي حاجة وحشة تحصلك ولا هسيب حد ياذيكي ... كانت تلك الكلمات بمثابة الباب الذي فتح لياؤي بداخلة طفل كان يرتعد خوفا من وجوده وحيدا بالعراء حيث كنت انا ذلك الطفل
مما جعلني اهدء قليلا واسترح في جلستي واخذت انظر الي حازم عن قرب واقيمة من جديد .. فهو شديد الثقة بنفسة .. وجريئ لابعد الحدود .. ولا يعرف المستحيل ولا يعترف به وهذة الصفات تجعلة ياخذ وسام الشجاعة عن جدارة غير انه له هيبة وشموخ توحي لك بمدي الثقة في قوتة وقدرتة علي حماية بلد باكملة وليس فرد واحد ..فهو رجل ولد ليكون بطل ويحمي الضعفاء .. فليس غريبا عليه ان يمتهن مهنة الضابط الذي تملي عليه وظيفتة بان يمشي حاملا كفنة علي يدية من اجل سلامة الاخرين..
كنت انظر الي حازم واتاملة وهو منهمك في مراقبة الطريق.. او ربما يكون ذلك ما يدعية ليترك لي مساحة من الوقت لاهدء قليلا ..وبعد برهة .. نظر حازم الي ..ثم قال.. ممكن ننزل نقعد في حتة عشان نتكلم ونشوف هنعمل ايه دلوقتي؟
قلت.. وانا اهز راسي .. اتفضل
نزلنا من السيارة وقد بدا امامي في خطواتة الواثقة كا قائد يصلح لقيادة جيوش العالم .. حاجة كده زي الي قالت عليها ام كلثوم.. (واثق الخطوة يمشي ملكا)
جلسنا في احد الكافيهات المحترمةالشيك.. وكان واضح بان الجميع يعرفة في المكان فقد كان الجميع يوقرة ويحترمة بشدة..
وبعد ان جلسنا نظر ناحيتي بكل ود ثم قال
تحبي تاخدي ايه؟
قلت.. ميرسي مش عايزة
قال.. لا هناخد انا وانتي ليمون عشان تهدي
ابتسمت واكتفيت بهز راسي فقط بالموافقة
فنظر الي وبعينية لمعة تنم عن بعض من السعادة والارتياح وكثير من الحب..ثم
قال.. اخيرا يا رهف عرفت اقعد واتكلم معاكي؟
اكتفيت بالنظر اليه ولم اجيب علي كلامة لادعة يتكلم فقد كنت محتاجة لان اسمعة واستمتع برؤيتة واشم عطرة واستوعب انني بجانبة وهي يجلس امامي ويتحدث في الحقيقة وليس في الحلم
قال.. انتي مش بتردي ليه؟ ثم استطرد قائلا.. انا عارف انك زمانك ندمانة انك سيبتي البيت وزمانك كمان بتقولي لنفسك ايه الي خلاكي مشيتي معايا..
قلت وانا اتمني ان يقف الزمن بنا في تلك اللحظة ولا يتحرك
قلت.. لا خالص انا بس حبيت اعرف انا هعمل ايه بعد كدة وهروح فين؟
قال.. اسمها (هنعمل) ايه بعد كده (وهنروح)فين؟
قولتلك خلاص انتي مبقتيش لوحدك وانا من النهاردة هكون حمايتك وسندك وضهرك الي مش هيخليكي تشيلي هم اي حاجة واخذ ينظر الي وفي عينية الف قصيدة حب وغزل.. وهو يسالني عن ردي علي كلامة.. ثم
قلت وانا احاول ان اسيطر علي ردود افعالي الجنونية التي كانت توذني علي ان اقوم واصرخ امام الجميع واقول باعلي صوت يا جماعة انا بعشق الراجل ده
والتي كانت توذني ايضا بان اخفي راسي في صدرة وابكي واقول .. انت كنت فين من زمان يا حازم؟ ..ووجدت نفسي اجمع شتات نفسي واقومها .. لترجع عن تهورها.. قلت لنفسي وانا انهرها ..في ايه يا رهف اهدي كده واتقلي ..هو صحيح شخصية اسطورية ويجنن .. لكن لازم نكون احنا كمان اجمد منه
ووجدتني اغير الموضوع و اقول..طيب هو احنا مفروض هنعمل ايه دلوقتي بردوا مفهمتش؟
قال معاتبا..ياااه ..معقول زهقتي مني بسرعة كده؟ وانا الي مصدقت ان جت اللحظة الي اقعد ادامك فيها واتكلم معاكي لاول مره؟
قلت في نفسي وانا اسخر من اعتقادة هذا..والنبي تسكت بقي وبلاش كده احسن انا فاضلي دقيقة واعيط من رقتك دي .. ثم
قلت..لا اصلي انا عارفة انك عندك شغل طبعا ومش فاضيلي وخصوصا اننا ضيعنا الوقت واحنا بنلف بالعربية لغاية ما نلاقي كافية فاتح علي الصبح كده
قال.. ماشي انا هريحك وهقولك هنعمل ايه دلوقتي ..بصي يا ستي احنا هنروح لعمك في امبابة وهنحكيلة كل الي حصل وانا طبعا هعرفة علي نفسي وهتقدم لك وهطلب ايدك منه وهفهمة اننا مش محتاجين اكتر من موافقتة ومباركتة لزواجنا وانه يكون وكيلك فقط لاغير
قلت..انا خايفة وقلقانة اوي
قال.. احنا اتفقنا علي ايه؟ مش قولتلك متخافيش طول منا جانبك؟
قولت وقد شعرت انني قد بلغت قمة احلامي بان اجد شخصا كا حازم يحبني ويحميني ويحتويني بتلك الطريقة ..فانا الان لا اطمع من الدنيا في شيئ اخر
خرجنا انا وحازم واستقلينا سيارتة ..قاصدين منزل عمي في امبابة.. وكان في منطقة شعبية تدعي البصراوي .. وكنت بالكاد اتذكر العنوان لانني لما ازور عمي سوي مرة واحده منذ كنت في السادسة عشر قبل ان تتوفي جدتي لابي وكانت تريد ان تراني قبل وفاتها حيث كانت تعيش في بيت عمي في اخر ايامها واتت بي خالتي الي هنا لاراها لاخر مره قبل ان يتوفاها الله.. وبالكاد اذكر مكان المنزل مستعينة باسم عمي(نقبة) البصال وهو اسم مميز لمدرس مشهور في البصرواي
وبعد ما اخذنا بعض الوقت في السؤال عن المنزل وعمي اخيرا وصلنا وهدانا الله لبيتة وعندما صعدنا امام شقتة وقبل ان نضرب الجرس..استوقفني حازم ثم
قال .. قبل ما ندخل عايز اقولك حاجةلازم تحطيها في دماغك كويس
وهي ..انه مهما حصل جوه وايا ما كانت نتيجة المقابلة مع عمك.. الا اني عمري ما هسيبك ولا هتخلي عنك.. الا في حالتين
الحالة الاولي.. انك انتي الي تطلبي مني اني اسيبك
والحالة التانية.. هي اني(اموت)قلت وعينايا تلمع بالدموع.. بعد العشر عنك بالله عليك متقولش كده تاني
ابتسم حازم ثم قال.. اتفضلي بقي يلا عشان نرن الجرس....
اذا اردت معرفة باقي القصة ضع عشر ملصقات مع متابعة صفحتي الشخصية
مع تحياتي الكاتبة
حنان حسن
حلوه متلك يا قمر كملي بسرعة
ردحذف